تحت شعار “تجمل الشعر بخير البشر”، وفي أجواء عامرة بحب خاتم الأنبياء والمرسلين، افتتح سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا صباح أمس فعاليات النسخة الثانية من جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، بحضور الشعراء الثلاثين المشاركين، وكوكبة من الإعلاميين والمهتمين.

شهد حفل الافتتاح كلمة بالمناسبة ألقاها الدكتور خالد السليطي أعرب فيها عن سعادته بالاحتفاء بكوكبةٍ من الشعراءِ الذين يتنافسون في التغني بمناقب وفضائل خير البشر ومديح أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة، عبر قصائد من نفائس الشعر، تستوحي مادتها الإبداعية من السنةِ النبوية الشريفة، وتنقلُ لنا صدق المشاعر ونبل الأحاسيس ورقة الوجدان. وقال في هذا السياق:”إننا سعداء بالغ السعادة أن نعيش في الأيام القادمة مع الشعراء المبدعين وهم يصدحونَ بقصائدهم الرائعة وأشعارِهم العذبة، ارتقاءً بالحسِ الشعري ووصولاً إلى أبهى جمالياتِ الشعر المتخصص في مديحِ الرسول وسيرته المعطرة”.

وأشار مدير عام كتارا إلى أن جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم أصبحت تتبوأ مكانتها المميزة والرائدة على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وأن تنظيم هذه الدورة الثانية احتفاء بالنجاحِ الذي حققتهُ الجائزة في تعزيزِ مكانة شعر المديح النبوي وإعادتهِ إلى الواجهة، بالإضافةِ إلى نجاحِها في إيجادِ روحِ التنافسِ بين فرسان الشعر الفصيح والنبطي.

وتوجه د. السليطي بالشكر لكل رعاة المهرجان والضيوف والإعلاميين والمشاركين في الجائزة، متمنياً لهم التوفيق في مراحل التصفيات، كما أشاد بأعضاء لجان التحكيم النهائية ولجان الفحص والتدقيق، على جهودهم الأمينة والمخلصة التي يبذلونها في الحفاظ على هذا المستوى الرفيع الذي وصلته الجائزة.

أفق جديد

ويقول الشاعر العُماني جمال الملا الفائز بالجائزة الأولى في الدورة الماضية: هذه دورة جديدة تثبت جدية كتارا في إحياء هذه الروح، وفي تذكير الناس بالحضارات المقدسة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الفن وهو مدح النبي صلى الله عليه وسلم.. ودخول شق الشعر النبطي يفتح أفقا جديدا للجائزة بحكم جماهيرية هذه القصيدة واتساع هذه الجماهيرية، وأيضا بحكم أن هذا الشكل من القصيدة شائع جدا في الجزيرة العربية على وجه التحديد، فأسـأل الله التوفيق للشعراء المشاركين وللقائمين على هذه الجائزة، وكل الشكر لكتارا على هذه الجهود، والشكر لقطر ولأهلها.

سدرة المعنى

ويقول الشاعر سمير فراج من مصر: قصيدتي بعنوان “سدرة المعنى” في 60 بيتا وهو الحد الأقصى الذي اشترطته الجائزة، وأتمنى أن تحوز على إعجاب اللجنة، وأن أتأهل بها للمراحل القادمة إن شاء الله. مضيفا: أشكر كتارا على فكرة انشاء جائزة بهذا المعنى النبيل الذي استقطب كل شعراء العالم العربي، والذي سعد كل شاعر فيه بأن يكتب قصيدة بحب حقيقي لنبي نحبه جميعا، ونعترف له بالفضل الجم على البشرية كلها. ونتمنى أن تصبح الجائزة أكبر الجوائز العربية لأن الموضوع الذي تتناوله هو أنبل الموضوعات وأصعبها، لأن عمل الشعراء يقوم على المبالغة أساسا. وقال فراج: الصعوبة في كتابة قصيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل ما يقوله الشعراء من خيال محلق هو أقل من واقع النبي لذلك تبدو قصائدنا أمام شخص النبي شيئا ضئيلا جدا وهذا ما يجعل من القصيدة النبوية شيئا صعبا إلى أبعد حد.

أعظمهم محمد

ويقول الشاعر عبد الله الشربجي من مصر: قصيدتي بعنوان “أعظمهم محمد” في خمسين بيتا، أعتمد فيها على مدح النبي عليه الصلاة والسلام من خلال مدح رب العالمين له في القرآن. قصائد المدح النبوي ضعيفة جدا بالنسبة إلى الشاعر أيا كانت قيمته، لأن الممدوح أعظم شخصية، فمهما قيل من شعر لن يوفيه حقه، والقصيدة في حب النبي صلى الله عليه وسلم وليس في مدحه. مضيفا: المشاركة في حد ذاتها جائزة وأنا أزور قطر لأول مرة، وككل زملائي يهمني أن أحصل على المركز الأول، وفي حال حصولي عليها أهديها إلى والدتي رحمها الله.

على بساط الهدى

يقول الشاعر السوري محمد إبراهيم الحريري: النسخة الأولى وضعت لنا طريقا وعرفنا المطلوب من الشعر وهو ليس شعرا سطحيا لأنه يخلد إنسانا ويخلد المناسبة كما خلد كعب بن زهير في صدر الإسلام عندما مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك سيخلد العديد من الشعراء. مضيفا: قصيدتي بعنوان “على بساط الهدى” وعدد أبياتها ٥٩ بيتا.. والجائزة ليست بسيطة لذلك هناك قلق نفسي وتوتر مهما كان الإنسان صاحب لسان مسرحي أو قصصي أو خطيب جمعة.. كل ذلك يتلاشى أمام رهبة هذا الموقف، وهذه المناسبة فريدة من نوعها.

“نهر المحبة”

ويقول الشاعر محمد إبراهيم يعقوب من المملكة العربية السعودية: المشاركة في جائزة تحمل اسم الرسول صلى الله عليه وسلم شرف لكل شاعر، وأتوقع أن كل شاعر يطمح إلى لقب شاعر الرسول، والحمد لله كتبت نصا وتم اختياره من بين أكثر من 700 مشاركة، وهو إنجاز في حد ذاته، ونسأل الله التوفيق فيما سيأتي من مراحل. مضيفا: القصيدة بعنوان “نهر المحبة” وعدد أبياتها ستون بيتا، وأنا جئت إلى الجائزة لأفوز بها بإذن الله.

رؤية

ويقول الشاعر عمر هزاع من سوريا: المعنويات جيدة والمهرجان رائع، وأشكر القائمين عليه على توفير الظروف المناسبة، وحسن التنظيم، ونتمنى أن تكون الدورة ناجحة مثل الدورة الماضية وأكثر إن شاء الله. مضيفا: قصيدتي بعنوانه “رؤية” وهي في 61 بيتا، والحقيقة كل شاعر مشارك في هذه المسابقة يحلم بالجائزة لكن بالنسبة إلي فإن اللقب أهم من الجائزة، وإدراج الشعر النبطي إضافة جميلة للمسابقة، وهو شعر عذب وأحيانا هناك قصائد عذبة أكثر من الشعر الفصيح.

المصدر: جريدة الشرق

التاريخ: 23 أبريل 2017