بحصد أربعة شباب سعوديين جوائز أدبية عربية مهمة، خلال أربعة أيام، تثبت المملكة العربية السعودية نجاح خططها وبرامجها الساعية إلى بناء أجيال ترث بجدارةٍ، ما خلفه عباقرة الأدب، وجهابذة الكلم، وفصحاء الشعر وبلغاؤه، مذ وُضِعت على أرض هذه البلاد أول أسس الشعر العربي، وأولى لبنات الفصاحة ورواية القصص.

أهم هذه الجوائز، حصد السعودية جائزة البوكر، وذلك يوم 25 أبريل الجاري؛ إذ فازت رواية “موت صغير” للروائي السعودي محمد حسن علوان بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة.

وجاء إعلان الجائزة في أبوظبي، قبيل افتتاح الدورة الـ27 لمهرجان أبوظبي الدولي للكتاب.

والرواية الفائزة بجائزة عام 2017، سيرة متخيَّلة للفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته بالأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته بدمشق.

وحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته خمسون ألف دولار، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية؛ ما سيسهم في تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي.

وكان اختيار “موت صغير” بوصفها أفضل عمل روائي نُشر خلال الـ12 شهراً الماضية، من بين 186 رواية مرشحة تمثل 19 بلداً عربياً.

يذكر أن محمد حسن علوان نشر سابقاً أربع روايات؛ هي: “سقف الكفاية” و”صوفيا” و”طوق الطهارة” و”القندس”، ووصلت الأخيرة إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2013.

ووُلد علوان في العاصمة السعودية الرياض عام 1979، وهو مقيم حالياً بمدينة تورونتو في كندا.

وبعد ترشيح روايته للقائمة القصيرة هذا العام، قال الروائي السعودي: “أحياناً يبدو مستغرَباً أن تُكتب رواية عن ابن عربي بتلك الأبعاد الطاعنة في مشرقيتها بينما أنا مقيم في هذا الجزء البعيد البارد من العالم، بكندا. ولكن أفكر أحياناً في ذلك فأتهم الحنين أولاً بشكل مباشر، ثم أجد أن التلامس مع المختلف الغريب هو الذي يدفعني باتجاه ذاتي وتراثي وثقافتي القديمة”.

وفي اليوم نفسه الذي أُعلن فيه فوز علوان بـ”البوكر”، تُوج السعودي إياد الحكمي بلقب الموسم السابع من مسابقة “أمير الشعراء”.

وتعتبر “أمير الشعراء” أكبر مسابقة تليفزيونية للشعر الفصيح في الدول العربية، ويصل مجموع جوائزها إلى أكثر من مليوني درهم إماراتي (ما يعادل 573 ألف دولار).

وحصل الحكمي على أعلى الدرجات من لجنة التحكيم وتصويت الجمهور وهي 61 درجة، في حين حل مواطنه طارق الصميلي بالمركز الثاني وحصل على 60 درجة.

وانطلقت مسابقة “أمير الشعراء” في عام 2008، وتنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبوظبي في الإمارات.

وتبلغ قيمة الجائزة الأولى مليون درهم إماراتي، في حين يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم، و300 ألف درهم لصاحب المركز الثالث، ويحصل صاحب المركز الرابع على 200 ألف درهم. وأما الحاصل على المركز الخامس، فتبلغ قيمة جائزته 100 ألف درهم.

بعد ثلاثة أيام، وتحديداً في 28 أبريل/نيسان، حصل الشاعر السعودي عبد الله العنزي على جائزة “شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام” (فئة الشعر الفصيح)، وحقق مواطنه الشاعر فايز الثبيتي المركز الأول في جائزة “شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام” (فئة الشعر النبطي)، والجائزتان ينظمهما الحي الثقافي في قطر (كتارا).

وقال موقع المسابقة عبر “تويتر”: إن “الشاعر عبد الله العنزي من السعودية يحصل على المركز الأول لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم 2017 (فئة الشعر الفصيح)”.

وجاء فوز العنزي بعد منافسة شديدة تأهل من خلالها إلى التصفيات النهائية مع سبعة شعراء آخرين.

وقال الشاعر والناقد حمد محسن النعيمي، رئيس لجنة التحكيم: إن هذه المسابقة “من أفضل المسابقات التي تقدَّم بالوطن العربي والعالم الإسلامي، خاصة أنها في مدح سيد العالمين”.

وأكد النعيمي أن مستوى الشعراء كان عالياً ومتقارباً جداً، وأن الفروق كانت على مستوى الأداء الشعري؛ ما صعّب مهمة انتقاء المتأهلين الثمانية، حيث تنافس على الجائزة 30 شاعراً؛ منهم 15 شاعراً في فئة الفصيح، و15 في فئة الشعر النبطي.

وأشار، بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” القطرية، إلى أن إضافة فئة الشعر النبطي إلى الجائزة “إنجاز كبير، يعزز قيمة هذا اللون الشعري الممتد عبر شبه الجزيرة العربية، والذي مجاميعه ودواوينه الشعرية منتج كبير في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم”.

وتسببت قصيدة “تراتيل الفكر” في فوز الشاعر السعودي فايز الثبيتي بالمركز الأول لـ”جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم 2017-فئة الشعر النبطي”.

وجرت التصفيات النهائية على 3 مراحل؛ بحيث يتنافس في المرحلة الأولى 15 شاعراً من كل فئة، على أن يتم اختيار 8 مشاركين منهم، وفي المرحلة التالية يتم اختيار 5 شعراء يتنافسون على المراكز الثلاثة الأولى.

وتصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 4.2 ملايين ريال قطري (1.15 مليون دولار)، وذلك في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي، بمعدل ثلاث جوائز لكل فئة، حيث يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال (275 ألف دولار)، وينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 700 ألف ريال (129 ألف دولار)، أما صاحب المركز الثالث فينال مبلغ 400 ألف ريال (110 آلاف دولار).

يشار إلى أن عدداً كبيراً من المهرجانات والمناسبات الثقافية والأدبية تلتزم المملكة العربي السعودية بإقامتها. وتشهد محافظات المملكة سنوياً نشاطات أدبية متعددة، لا سيما في مجال الشعر الذي يعتبر في هذه البلاد ثقافة متوارثة، خاصة النبطي منه.

المصدر: الخليج أونلاين

التاريخ: 30 أبريل 2017