لم يُطلِق الرسول صلى الله عليه وسلم على الأنصار أنصاراً إلا لمناصرتهم له وذودهم عنه بكل ما أوتوا من قوة العدة وعتادها، غير أن اللسان ولغة الشعر كانت سلاحاً منفرداً في الدفاع عنه، لدرجة أن أُطلق على حسان بن ثابت، رضي الله عنه، اسم “شاعر الرسول”؛ لما تصدى بشعره لكل صنوف الهجاء بحق خير البشر.

“كتارا” وانطلاقاً من ترسيخ حب الرسول في قلوب الأجيال المعاصرة، وجمعاً للأدب والدين والترفيه، أطلقت في حيها الثقافي بالعاصمة القطرية الدوحة، 23 أبريل/نيسان 2017، فعاليات الدورة الثانية لجائزة كتارا لشاعر الرسول، التي تعد أكبر جائزة مخصصة لمدحه صلوات ربي وسلامه عليه، بجوائز بقيمة 1.15 مليون دولار.

وشهد اليوم الثاني للمسابقة تصفيات المرحلة الأولى للجائزة في فئة الشعر النبطي، وتأهل ثمانية شعراء في المسابقة، وذلك بعد منافسة قوية لـ 15 شاعراً تباروا في مدح النبي.

– تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر

“تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر” هذا كان شعار كتارا في فعالياتها الحالية، التي ستنتهي في 28 أبريل/نيسان القادم. وحتى انتهاء الفعاليات تستمر مسابقات شعر الفصحى والنبطي، وتصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 4.2 ملايين ريال قطري (1.15 مليون دولار)، بمعدل ثلاث جوائز لكل فئة.

حيث يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال (275 ألف دولار)، وينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 700 ألف ريال (129 ألف دولار)، أما صاحب المركز الثالث فسيكون من نصيبه مبلغ 400 ألف ريال (110 آلاف دولار).

وتتجمّل فعاليات الجائزة بمجموعة من البرامج الفنية والثقافية، منها عروض، ومسابقات للأطفال، وورش للخط والرسم وفن الطباعة والتصوير الضوئي، بالإضافة لمحاضرات ومسابقات تثقيفية في السيرة النبوية، وورش عمل مختلفة، وقراءات من ديوان الشعر النبطي والفصيح، بالإضافة إلى 3 عروض مسرحية للأطفال يومياً، وفقرات للأناشيد الدينية والتربوية.

– إقبالٌ يدل على حب المصطفى

الأهداف التي سعت إليها كتارا من خلال مسابقة “شاعر الرسول” لاقت قبولاً وصدى واسعين، ليس قطرياً فحسب، بل شهدت مسابقة هذا العام من بين المتأهلين، الشاعرة العُمانية صالحة بنت غاصب بن صالح المخيبية، حيث تشارك في الشعر النبطي.

مشاركة الشاعرة العُمانية أكدت اللُّحمة الخليجية، والرغبة الجامعة في الحصول على لقب “شاعر الرسول”، وهو أحد الأسباب التي سعت إليها كتارا في تشجيع المواهب الشابة وتنميتها، والأخذ بأيدي الشباب للتعبير عما يخدمون به الإسلام، فضلاً عن ترسيخ أهمية الشعر في وحدة الأمة الإسلامية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر ومدى تأثره بواقعنا، وتأثيره عليه، من خلال التجارب الشعرية والقصائد الملقاة على لسان المشاركين.

ويضاف إلى ذلك تعزيز الجهود التي تهدف إلى المحافظة على التراث الأدبي واللغة العربية، وإحياء التراث من الأشعار الإسلامية القديمة والألوان الشعرية الحديثة في مناخ يغلب عليه روح المنافسة والتفاعل، وفق ما قاله خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، أثناء افتتاحه فعاليات الدورة الثانية، الأحد الماضي.

– الرسول.. نورٌ يُستضاء به

الدورة الحالية لجائزة شاعر الرسول تميزت بإصدارات وفعاليات متنوعة، منها إصدار كتاب “المديح النبوي في الشعر القطري”، بالإضافة لكتاب “30 قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم”، وغيرها من الإصدارات الأخرى للقصائد الثلاثين المتأهلة في الدورة الحالية.

ويتبارى في التصفيات النهائية للجائزة 30 شاعراً، منهم 15 شاعراً من فئة الفصيح، و15 من فئة الشعر النبطي، في حين ستكون التصفيات النهائية على 4 مراحل، بحيث يتنافس في المرحلة الأولى 15 شاعراً من كل فئة، على أن يتم اختيار 8 مشاركين منهم، وفي المرحلة التالية يتم اختيار 5 شعراء يتنافسون على المراكز الثلاثة الأولى، وفي الحفل الختامي الذي يقام في 28 الحالي، يعلَن ترتيب الفائزين بحسب المراكز الثلاثة الأولى وتتويجهم.

– شروط وضوابط

وقد وضعت اللجنة عدة ضوابط في تصنيف المشاركين؛ وهي: الالتزام ببناء القصيدة وتماسكها فنياً من ناحية الألفاظ والتراكيب، والالتزام بوزن القصيدة وأحكام القافية، وقوة الأداء والتأثير، والقابلية على إحكام اللغة العربية بأساليبها وتراكيبها اللغوية، وملكة المتسابق الشعرية، ومقدرة المتسابق على نقل الإحساس إلى اللجنة والجمهور المشاهد.

ويشترط على المشاركين بدايةً أن يكون موضوع القصيدة في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته الكريمة، وتكون المشاركة مقصورة على القصائد المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وشعر الفصحى العمودي أو التفعيلة، ولا تقبل قصيدة النثر، كما أن المشاركة مفتوحة للشعراء من جميع أنحاء العالم، من سن 18 سنة وما فوق.

ويقيِّم المشاركين وتصنيفهم، لجنة إدارة جائزة كتارا لشاعر الرسول، التي تطبق إجراءات منح الجائزة، وتتولى وضع النظام الداخلي للجائزة، ووضع شروط وآليات الترشح للجائزة، والإشراف على استقبال المشاركات، واختيار لجان التحكيم، والتنسيق بينها، وإقرار الفائزين الذين تختارهم لجان التحكيم والتواصل معهم.

ومع تأكيد أن اللجنة المنظمة ولجنة التحكيم لن تخضعا لأي أهواء شخصية، تتكون لجنة الفحص والتدقيق من متخصصين وأكاديميين في اللغة العربية، وتتولى فحص وتدقيق جميع قصائد المتسابقين.

وتصدرت دول الخليج العربي قائمة المشاركات في دورة هذا العام بـ 225 مشاركة، ثم بلاد الشام والعراق بـ 209 مشاركات، ثم مصر والسودان بـ 178 مشاركة، وبعدها دول المغرب العربي بـ 138 مشاركة، فضلاً عن خمس مشاركات من عدة دول غير عربية، وقد بلغت المشاركات النسائية 52 قصيدة عن الفئتين.

المصدر: الخليج أونلاين 

التاريخ: 25 أبريل 2017