يسدل الستار ليلة اليوم الجمعة على فعاليات جائزة كتارا لشاعر الرسول، التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، منذ 23 أبريل الحالي، تحت شعار «تَجَمَّلَ الشعرُ بخير البشر».

شهدت دار الأوبرا أمس تصفيات المرحلة الثالثة، التي عرفت تنافس 5 شعراء في فئة الشعر الفصيح و5 في فئة الشعر النبطي، اشتعلت جذوة التباري بينهم، لاسيَّما أن هذه المرحلة النهائية للحسم في أسماء الشعراء الثلاثة الفائزين في كل فئة من فئتي المسابقة.

أعلنت لجنتا التحكيم في الفئتين عن أسماء الفائزين المتأهلين للمرحلة الأخيرة التي سيعلن فيها اليوم في الحفل الختامي للجائزة، عن ترتيب الفائزين، حسب المراكز الثلاثة الأولى في كل فئة.

وفاز في فئة الشعر الفصيح الشعراء:

1ـ محمد أحمد دركوشي من سوريا بقصيدة «شهيد بالباب».

2ـ سمير مصطفى فراج حسن من مصر بقصيدة «سدرة المعنى».

3ـ عبدالله محمد عطاالله العنزي من السعودية بقصيدة «من جانب الليل».

فيما فاز في فئة الشعر النبطي الشعراء:

1ـ فايز سراحان الثبيتي من السعودية بقصيدة «تراتيل الفكر».

2ـ عبدالله خالد سليمان بني خالد من البحرين بقصيدة «إمام البشرية».

3ـ محمد عبدالهادي العتيبي من السعودية بقصيدة «مولد النور».

وقال الشاعر الأردني أحمد تحسين إحسان الأخرس المشارك في فئة الشعر الفصيح إنه اختار للمشاركة في هذه الجولة أبياتاً من قصيدته «باب لغار النبي» تميزها البنية الواحدة المتماسكة الحاملة لمشاعر وجدانية تفيض بحب النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن شرف مدح الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المشاركة أكبر تتويج له، بغض النظر عن الفوز باللقب.

وأبرز أحمد تحسين أن هذه المسابقة منبر ثقافي وأدبي وديني، حديث العمر، لكنه قديم قِدم الشعر في صدر الإسلام، مشيراً إلى أن مؤسسة الحي الثقافي بهذه الجائزة ترتفع منبراً شاهقاً في مديح أعظم الخلق وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم.

وتمنى الشاعر الأردني لهذا الصرح الاستمرارية والنماء وحسن الأجر دنيا وآخرة، لأنه فتح في ديوان العرب صفحة طويلة بيضاء تتزركش وتتزخرف بأجل القصائد في حب خير البرية.

من جانبه، عبر الشاعر البحريني عبدالله خالد سليمان بني خالد المشارك في فئة الشعر النبطي، عن فرحته العارمة بالتأهل إلى المرحلة النهائية وعن سعادته بأن يكون أحد الفائزين الثلاثة مهما كانت رتبة المركز.

وأضاف أنه اختار خلال مشاركته في هذه المرحلة، أبياتاً شعرية من الثلث الأخير من قصيدته «إمام البشرية»، تتحدث عن بداية نزول الوحي وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتغني بشمائله العطرة. وأشار الشاعر البحريني إلى أن المنافسة في هذه المرحلة كانت صعبة لانحسارها في خمسة شعراء وهم يشكلون الصفوة المنتقاة من مئات الشعراء في الوطن العربي والإسلامي الذين تقدموا للمسابقة. وأشاد عبدالله بني خالد بشفافية لجنة التحكيم على مستوى الشعر النبطي، وتفاعلها مع نصوص الشعراء بشكل احترافي، ينم عن إلمام بقواعد هذا اللون الشعري وخصائصه، مثنياً في الآن ذاته على فكرة الجائزة باعتبارها مسابقة شعرية غير مسبوقة في هذا المجال.

وعبر الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب عن سعادته لبلوغ هذه المرحلة في وجود أسماء معروفة ولها حضورها على الساحة الشعرية، معتبراً أن تجارب الشعراء المشاركين تختلف زمنياً وإبداعياً، لكن اللجنة تحتكم إلى النص الشعري بغض النظر عن تلك التجربة وهذا معيار كافٍ للحكم على نزاهة الجائزة ومصداقيتها، خاصة أنها تقترن باسم أشرف الخَلق خُلقاً.

من جهته، قال مبارك عمر العامري عضو لجنة تحكيم فئة الشعر النبطي إن مستوى الشعراء متقارب جداً من حيث نصوصهم وطريقة إلقائهم، حتى أن لجنة الحكيم لا تكاد تفرق بين مستوى هذا الشاعر أو ذاك.

وأكد مبارك العامري أن اللجنة تركز على الحضور الشخصي للشاعر والتمكن من الحفظ وطريقة الإلقاء وتناسق الأبيات وعدم تنافرها وحسن المدخل وجودة الخروج، وكذلك مستوى رد الشاعر على بعض الاستفسارات التي تخص القصيدة من ناحية اللغة والصورة والوزن وغير ذلك.

وشدد العامري على أن لجنة التحكيم وجدت صعوبة في انتقاء الشعراء الثلاثة الفائزين، لأن مستوى الإلقاء لدى كل شاعر مع كل جولة، تحسن بعدما زالت رهبة البداية، وأن الأخطاء قلت مع الاحتكاك والاستئناس بالجو العام للمسابقة وكذلك مع أخذ ملاحظات لجنة التحكيم بعين الاعتبار.

ومن ناحيته، قال الدكتور أحمد درويش عضو لجنة التحكيم إن التصفيات تمت بشكل موضوعي انتقل من 15 شاعراً إلى 8 ثم إلى 5 فاختيار 3، وكل مرحلة من المراحل تعتمد على الدرجة التي يمنحها المحكم ثم تقسم ويعطينا متوسط الدرجة.

ولفت أحمد درويش إلى الدرجة منذ البدء منحت للقصيدة دون معرفة صاحبها أساساً، ثم منحت الدرجات على طريقة الإلقاء وعلى استيعاب المعنى في وضوح شامل أمام الكاميرا، مشيراً إلى أن مع توالي التصفيات تبرز القصائد الأفضل، وإن كان الحكم نسبياً بالنظر إلى اعتبارات تتعلق بذات الشاعر ولحظة الكتابة وزمن القول.

ويتواصل مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاركة بمشاركة نحو 20 مؤسسة ومركزاً، منها: المركز الثقافي للطفولة، ومركز الفنون البصرية، ومركز قطر التطوعي، ومركز إبداع الفتاة، ومركز فتيات الدوحة، ومركز فتيات الخور، ومركز «دريمة»، ومركز أدب الطفل، كما تشارك مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف»، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، ومركز الشيخ عبدالله بن زايد آل محمود، ومؤسسة قطر الخيرية، بالإضافة إلى مجلس الشعر، وقناة الرسول، وغيرها من المراكز والجهات الثقافية والاجتماعية، التي تشارك بأجنحة، وفعاليات ثقافية ترفيهية، تشمل عروضاً، ومسابقات للأطفال، وورشاً للخط والرسم وفن الطباعة والتصوير الضوئي، كما تقدم بعض المؤسسات برامج توعوية واجتماعية ومحاضرات ومسابقات تثقيفية في السيرة النبوية، وورش عمل مختلفة، وقراءات من ديوان الشعر النبطي والفصيح، يقدمها ثلة من شعراء قطر، بالإضافة إلى 3 عروض مسرحية للأطفال يومياً، وفقرات للأناشيد الدينية والتربوية.

يشار إلى أن المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» خصصت جوائز مميزة وضخمة للفائزين، توازي أهمية الحدث؛ إذ تصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 4 ملايين و200 ألف ريال قطري، وذلك في فئتي «الشعر الفصيح» و«الشعر النبطي» بمعدل ثلاث جوائز لكل فئة؛ إذ يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال قطري، فيما ينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 700 ألف ريال قطري، أما صاحب المركز الثالث فسيكون من نصيبه مبلغ 400 ألف ريال قطري.

المصدر: جريدة العرب

التاريخ: 28 أبريل 2017