انطلقت الأحد في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات مهرجان “كتارا” لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، بتقديم الشعراء الثلاثين المتنافسين على جوائز المهرجان الخمس البالغ قيمتها 675 ألف دولار.

ويؤثث فعاليات الجائزة مهرجان متنوع شمل معرض “شعراء عبر العصور في مدح الرسول”، وهو معرض لا يضم كل الشعراء الذين صدحت حناجرهم بطيب شمائل الرسول الندية ولهجت ألسنتهم بمدائحه الزكية، وإنما تم انتقاء أربعين شاعرا.

ومن بين الشعراء المتقدمين والمتأخرين الذين شمل المعرض بعضا من أشعارهم: ورقة بن نوفل وعبد الله بن رواحة والأعشى بن قيس وكعب بن زهير وحسان بن ثابت، مرورا بالبوصيري ولسان الدين الخطيب ويوهان غوته والشاعر الروسي بوشكين وأحمد شوقي، وانتهاء بالشاعرة الهندية كمالا ثريا.

ثلاثة معارض

وضم معرض الخط العربي ثلاثين لوحة اختيرت من بين 183 مشاركة تقدمت للمسابقة التي أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) حول إبداع أجمل خطوط متفننة في توشية آيات من القرآن الكريم مدحت رسول الله خير البرية.

وأما المعرض الثالث فضم ثلاثين صورة من أشهر وأجمل المساجد في العالم، إضافة إلى أروقة لمجموعة من المؤسسات والمراكز الثقافية والدينية التي تقدم فقراتها ومسابقاتها للجمهور على مدى الأيام الخمسة للمهرجان.

وفي الجانب الفكري والتربوي، تنظم محاضرات عن “موقف الرسول الكريم من الشعراء”، و”الحاجة إلى السيرة النبوية”، و”أسلوب النبي في التربية”.

تفاعل كبير

وفي كلمة افتتاحية، قال المدير العام لمؤسسة “كتارا” خالد السليطي إن هذه الجائزة غير المسبوقة في قطر والوطن العربي والعالم الإسلامي لاقت تفاعلا كبيرا، متمنيا أن يشهد شعر المديح النبوي تطورا وازدهارا، وأن تظهر ملاحم شعرية في أخلاق ومناقب نبينا الكريم.

وأضاف السليطي أن كتارا تحتفي بنخبة من الشعراء المبدعين الذين شكلت قصائدهم الرائعة وأشعارهم العذبة إضافة هامة في كنز الأدب العربي والثقافة الإسلامية، والتي من شأنها أن ترتقي بالحس الشعري، والوصول إلى أبهى جماليات الشعر المتخصص بمديح الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته النبوية العطرة، واستثمار الشعر في إبراز رسالة الإسلام وتشجيع المواهب الشعرية الشابة ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام.

وأشار إلى أن كتارا تساهم في ازدهار هذا النوع من الشعر الذي بدأ مع قصائد شعراء، وتسعى لأن تعيد لهذا الأسلوب الأصيل مكانته البارزة وأهميته البالغة بين موضوعات الشعر العربي.

وشهد حفل افتتاح جائزة كتارا لشاعر الرسول مشاركة الشاعر السعودي عبد الرحمن العشماوي، والداعية السعودي محمد العريفي، كما قدم الفنان أحمد عبد الكريم السعدي وصلات إنشادية ومواويل تتغنى بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وقال الشاعر القطري محمد إبراهيم السادة في تصريح للجزيرة نت إن التباري حول مدح الرسول الكريم شرف كبير بالنسبة إليه، معبرا عن سعادته باختياره ضمن الشعراء الثلاثين من بين 828 شاعرا.

وأوضح السادة أنه يشارك بقصيدة من ستين بيتا بعنوان “صِلِي سعاد”، استشف فيها بردة الرسول الكريم التي خلعها على الشاعر كعب بن زهير، وضمّن قصيدته أفكارا جديدة لم يسبقه إليها الشعراء، إذ يتخيل أنه عاش تلك الفترة وشارك في غزوتي بدر وأحد، وقدم قصيده بين يدي النبي الشريفتين.

وأبرز الشاعر القطري أن لجنة التحكيم ستستند إلى القصائد المحبكة، المكثفة بالصور الجمالية ودقة التعبير والجدة في التصوير، مع صعوبة ذلك لأن الرسول يُمدح منذ 1400 سنة خلت، والمُجدّ من الشعراء من ينهل من معين السابقين ويعرف كيف يوظفه، والمجدّد يأتي بما لم يأت به السابقون.

يشار إلى أن الشعراء سيتنافسون على ثلاث مراحل ليتم الإعلان الخميس المقبل عن الخمسة الفائزين.

وتعود أكثر المشاركات إلى بلاد الشام والعراق بـ12 قصيدة، ثم الخليج العربي واليمن بسبع قصائد، فالمغرب العربي بست قصائد، وبعدها مصر والسودان بأربع قصائد، وقصيدة واحدة من دول غير عربية. ومن بين الثلة المشاركة أربع نساء بلغن التصفيات النهائية.

المصدر: موقع الجزيرة. نت

التاريخ: 11 أبريل 2016