توّج الشاعر السعودي عبدالله محمد عطاالله العنزي بالمركز الأول في فئة الشعر الفصيح عن نصه “من جانب الليل” ، كما توّج الشاعر السعودي فايز سراحان الثبيتي بالمركز الأول في الشعر الشعبي عن نصه “تراتيل الفكر” في جائزة كتارا لشاعر الرسول في دورتها الثانية والتي شهدت تتويج الشعراء الستة الفائزين في فئات المسابقة التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا تحت شعار “تجمل الشعر بخير البشر”.

كما فاز بالمركز الثاني في الشعر الفصيح الشاعر السوري محمد أحمد دركوشي عن نصه “شهيد بالباب” ، أما المركز الثالث فتوّج به الشاعر المصري سمير مصطفى فراج عن نصه “سدرة المعنى”. اما في فئة الشعر الشعبي ففاز بالمركز الثاني الشاعر السعودي محمد عبدالهادي العتيبي عن نصه “مولد النور” ، في حين فاز بالمركز الثالث الشاعر البحريني عبدالله خالد سليمان بني خالد عن نصه “إمام البشرية”.

كان ذلك في الحفل الختامي الذي شهد تتويج سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المديرالعام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا الفائزين في المسابقة بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والحضور من المهتمين .

وبهذه المناسبة أعرب سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي عن سعادته بما حققته النسخة الثانية من جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم من اهتمام بالغ من قبل الشعراء قائلا:”نفخر بما وصلت إليه هذه الجائزة من منزلة نبيلة وراقية وسمعة طيبة عطرة، فقد أصحبت من العلامات المضيئة للدوحة، وأضحت معها (كتارا) حاضنة للشعر والشعراء، وداعمة ثابتة لهم ولتطور إبداعهم، تشجع الشعراء المبدعين وتحتفي بقصائدهم وتخلدها، سواء الشعر الفصيح، أو الشعر الشعبي، بكل ما يتميزان به من أصالة وبلاغة وفكر”.

وأشاد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشعراء المشاركين باعتبارهم كوكبة رائعة ومتميزة ونخبة من الشعراء المبدعين الذين أسسوا لمدرسة جديدة متجددة في شعر مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، تنافح عن الحق وتنصر الإسلام وتنشر قيمه ورسالته السمحة.

وعبر الشاعر السعودي عبد الله محمد عطا الله العنزي عن فرحته بالفوز بالمركز الأول وبلقب الجائزة في فئة الشعر الفصيح ، معتبرا هذا الفوز بداية مرحلة جديدة على المستوى الشخصي والأدبي ، وأمانة كبيرة يحملها، ومعبرا عنه بقوله “أن تلقب بشاعر الرسول يعني أنك مدعو لأن تتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم وأن تسير على هديه الكريم.”

من جانبه عبر الشاعر السعودي فايز سراحان الثبيتي عن سعادته العارمة بالفوز باللقب في فئة الشعر الشعبي ، منوها إلى أن اللقب فخر ووسام يتوق كل شاعر لتقلده، خاصة أن هذا الوسام معطر بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ومنسم بعنوان ولقب شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام.

وأضاف فايز سراحان أنه مع وصوله للمرحلة الثالثة بدا له أن قصيدته “تراتيل الفكر” تقترب به للفوز بالمركز الأول ، وتقوي حظوظه مع توالي إطراءات لجنة التحكيم ومع زيادة تمكنه من أبواب القصيدة ومداخلها ومخارجها واقتداره على الحفظ القوي المسنود بإلقاء جيد .

وقال الشاعر السوري محمد أحمد دركوشي الحاصل على المركز الثاني إن أمنيته كانت أن يحوز شرف لقب شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسوة بحسان بن ثابت رضي الله عنه ، وأن يعود بفرحة كبرى إلى الشعب السوري المكلوم، لكن هذه هي أجواء المسابقات التنافسية ، مشددا على أن الحصول على هذا المركز في حد ذاته فوز كبير وتتويج لمساره الشعري والأدبي .

وعن قصيدته “شهيد بالباب” أوضح محمد دركوشي أنها تحكي قصة شهيد بقيت أشلاؤه تحت الأنقاض، فنهضت روحه وجاءت إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل آلام وآمال الشعب السوري الجريح، لافتا إلى أن معجزة النبي الكريم كانت لغوية متمثلة في القرآن الكريم، فأراد لقصيدته أن تقتبس من المعين القرآني وأن تحمل النصاعة والبيان والبلاغة المنبثة في ديوان الشعر العربي والإسلامي دون أن تنفصل عن حداثة العصر ومستجداته.

وفي السياق ذاته، قال الشاعر المصري سمير مصطفى فراج إنه سعيد بهذه الرتبة في أكبر جائزة في العالم العربي والإسلامي ، و”حسبي أنني نلت شرف مصافحة يد الضياء”، مردفا أن “الفوز بالجائزة مهما كانت الرتبة شرف آخر ومجد يتحدث به أبنائي من بعدي ويبقى أجمل سطر يضيء سيرتي الذاتية ويعطرها”.

من ناحيته ، لفت الدكتور يوسف حسين بكار عضو لجنة التحكيم في فئة الشعر الفصيح ، إلى أن اللجنة تلقت القصائد المشاركة خلوا من أسماء الشعراء والبلدان التي ينتمون إليها، وتمت قراءة النصوص بدقة عالية ، بحيث لم يتم الانحياز لأي أحد من المشاركين ، “لأنه لا مصلحة للجنة مع أي من الشعراء أو البلدان “.

وعن المتسابقين المتوجين بالجائزة، قال الدكتور يوسف بكار إن الشعراء الثلاثة من أفضل من تقدموا للجائزة ، لكن الدرجات هي الفيصل في ترتيب المراكز وتحديد الفائز باللقب .

ومن جهته، قال حمد محسن النعيمي رئيس لجنة التحكيم في فئة الشعر الشعبي إن هذه الجائزة من أفضل الجوائز باعتبار أن محورها خير البرية وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن المشارك فيها فائز بشرف المدح ، وأن الشعراء جميعهم مميزون ولهم اطلاع واسع وإلمام كبير بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي ، كما لهم طابع مميز في طريقة إلقاء القصائد الشعرية.
واعتبر حمد النعيمي أن الشعراء الثلاثة ، فائزون بغض النظر عن ترتيب المراكز لأنهم نخبة النخبة في مجال الشعر الشعبي الذي بهذه النماذج الشعرية الرفيعة ، تتعزز قيمة مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتن الشعري بالجزيرة العربية .

وقال الشاعر العماني جمال الملا الفائز بلقب جائزة كتارا لشاعر الرسول في دورتها الأولى إن الجائزة تطورت على المستوى التنظيمي والفني ؛ حيث فتحت المجال للشعر الشعبي لتساهم في توسيع الأفق لهذا اللون في الجزيرة العربية والعراق، مشيرا إلى أنه كان متوجسا في البداية من مشاركة الشعبي لأن تجربة المدح فيه غير واسعة ، لكن شعراء الشعبي المشاركين، أثبتوا أنهم قادرون على مسايرة المعاني النبوية النبيلة واستطاعوا الإتيان بلهجة بيضاء يفهمها كل الناس، منوها بلجنة التحكيم التي كان لها دور كبير في فرز هذه الباقات الشعرية الجميلة والمميزة.

ومع ختام المحفل الشعري اختتم أمس مهرجان حب الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي شارك فيه نحو 20 مؤسسة ومركزا، شاركت بأجنحة، وفعاليات ثقافية ترفيهية، تشمل عروضاً، ومسابقات للأطفال، وحلقات عمل للخط والرسم وفن الطباعة والتصوير الضوئي، كما تقدم بعض المؤسسات برامج توعوية واجتماعية ومحاضرات ومسابقات تثقيفية في السيرة النبوية، وحلقات عمل مختلفة، وقراءات من ديوان الشعر الشعبي والفصيح، يقدمها ثلة من شعراء قطر، بالإضافة إلى 3 عروض مسرحية للأطفال يومياً، وفقرات للأناشيد الدينية والتربوية.

المصدر: الوطن العمانية 

التاريخ: 30 أبريل 2017