أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) الخميس بالعاصمة القطرية الدوحة عن فوز الشاعر جمال الملا من سلطنة عمان بالمركز الأول لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم في دورتها الأولى.
وتُوج جمال بن عبد الله الملا بالجائزة الكبرى عن قصيدته “النبي” وحصد جائزة مالية قيمتها 300 ألف دولار، وفاز بالمركز الثاني وجائزة مالية قدرها 200 ألف دولار الشاعر المصري أحمد بخيت عن قصيدته “المشكاة”.
وحل في المرتبة الثالثة الشاعر العراقي شاكر الغزي عن قصيدته “قمح لقوافل الجياع” ونال جائزة بقيمة 100 ألف دولار، بينما حاز المركز الرابع مواطنه مسار رياض عن قصيدته “صائغ الحياة” ومبلغا ماليا قدره 50 ألف دولار. كما احتل المركز الخامس الشاعر المغربي خالد بودريف عن قصيدته “السراج المنير” وجائزة مالية قيمتها 25 ألف دولار.
وقال جمال الملا صاحب المركز الأول إن الوقوف والحديث عن الحقيقة المحمدية شعرا ومدحا والتتويج بجائزة في هذا الحجم؛ نقلة نوعية في حياته على مستوى التجربة الشخصية والشعرية.
وأوضح الشاعر العماني في حديث للجزيرة نت أن نظم هذه القصيدة استغرق ستة أشهر، وأنه تردد في المشاركة ولم يعقد العزم إلا في اليوم الأخير من إغلاق باب المشاركة، معتبرا قصيدته المتوجة مفتاح خير وبشر ليرتقي مدارج الشعر، ويجتهد في تطوير أدائه وتكوينه بهدف بلورة تجربة شعرية خاصة به.
من جهته قال الشاعر المصري أحمد بخيت في تصريح خاص للجزيرة نت إنه غير مقتنع بهذه النتيجة، لأن تاريخه ومنجزه الأدبي يشهدان بمكانته في الشعر العربي ولا يسمحان بأن يكون في غير المركز الأول دائما، مستدركا أنه غير منزعج بفوز صديقه العماني ويحترم آليات الجائزة وقواعد لجنة التحكيم التي أفضت إلى هذه النتيجة.
مستوى متقارب
من جانب آخر، أبرز عضو لجنة التحكيم الناقد والأكاديمي أحمد درويش أن الشعراء الثلاثين الذين تم انتقاؤهم من بين أكثر من 800 شاعر، يمثلون صفوة الشعراء العرب، وأن مستوياتهم متقاربة ويصعب ترجيح قصيدة على أخرى إلا باعتماد ميزان دقيق جدا في التحكيم.
ولفت درويش إلى أن الذين فازوا كانت لديهم نقاط ومزايا فنية وأدبية أكثر، وهذا لا يعني أن الذين لم يحالفهم حظ الفوز كانوا أقل جودة، مشيرا إلى أن الفائز الأكبر هم الشعراء ومتذوقو الشعر الذين أحيوا مناسبة طيبة، حيّوا فيها الرسول الكريم وعززوا حبه في القلوب والنفوس.
وأكد عضو اللجنة أيضا الشاعر والجامعي علي جعفر العلاق أن اللجنة استندت إلى معيارين في التحكيم: الأول يتعلق بالنص والثاني يرتبط بأداء الشاعر، مشيرا إلى أن هناك نصوصا رفيعة محلقة في الجمال والإبداع لكن الصوت والجسد لم يسعفا أصحابها، وأن هناك أداء تعبيريا جسديا وصوتيا جميلا لنخبة من الشعراء، لكن الارتباك في النص أثر على درجتهم وحظوظهم لتقلد المراكز الأولى.
واعتبر المشرف العام على جائزة كتارا لشاعر الرسول خالد عبد الرحيم السيد أن هذه الدورة كانت ناجحة بالنظر إلى قيمتها الدينية والأدبية، وباعتبارها الجائزة الأولى من نوعها في الوطن العربي والإسلامي، التي سخرت الشعر لخدمة رسالة الإسلام السمحة وتزكية حب النبي الرحمة المهداة للعالمين.
وكشف خالد السيد في حديث للجزيرة نت أنه سيتم تقييم هذه الدورة للنظر في سبل استمرارها أو تطويرها من حيث الشكل الفني والتقني والصيغ الأدبية والثقافية.
يشار إلى أن الجائزة عرفت مشاركة 828 شاعرا، تأهل منهم ثلاثون شاعرا إلى التصفيات النهائية التي كانت على مراحل ثلاث، أفضت إلى فوز خمسة شعراء يمثلون أربعة بلدان عربية.
المصدر: موقع الجزيرة. نت
التاريخ: 17 أبريل 2016